mnhalsid

شارك على مواقع التواصل

«نوفيلا وهم»


بحثت عنه بعينيها، وجدته يسند ظهره لاحدي الشجيرات، يجلس بمفرده يقرا كتاب بتعمق...

اقتربت منه ببطء تشعر بالخجل وهي تقترب منه، دقات قلبها تكاد تصم اذنيها، وضعت يدها علي قلبها تشعر بنبضاته السريعة، نظرت حولها وجدت الجميع منشغل، اخذت نفس عميق واخرجته ببطء..

وقفت امامه نادته بخجل: شاهين..

انتبه لوجودها، وضع الكتاب علي الارضية
استقام وهتف بتسأل: نعم..

اخفضت رأسها للاسفل بخجل وقالت: ممكن اطلب من حضرتك طلب..

هتف ببسمة هادئة: اتفضلي..

هتفت بتردد: عاوزة تيجي معايا مستشفي الجامعة هخلص شوية حاجات، طلبوا وليا امري ومحبتش اقلق البيت وانا مغتربة..

هتف بتفهم: مفيش مشكلة المهم تكوني كويسة..

هتفت بهدوء: ايوا..

اشار اليها للتحرك وقال: اتفضلي..

تمشي معها بهدوء، اغمضت عينيها بخجل لا تصدق طلبت منه المساعدة، ارتسمت ابتسامة سعيدة علي وجهه عندما طلبت منه المساعدة..

فهو معجب بها منذ اشهر عده والان تتمشي معه،
قطع الصمت وقال: هاجر...

توقفت ونظرت اليه وقالت بهمس: نعم..

نظر اليها ببسمة وقال: وقفتي ليه..

هتفت بتفهم: حاضر..

اشار للمستشفى وقال: وصلنا حابه تعملي اي..

هتفت بجدية: ندخل الاول وهتعرف...

دخلت قسم الاستقبال، اخرجت بعض الاوراق من حقيبتها وقالت: عاوزة انقل دم...

هتفت الممرضة بعملية: اتفضلي حضرتك علي ما يجي دورك..

هتفت بهدوء: تمام شكرا..

جلست علي الكرسي جلس بجانبها وقال: هتنقلي دم مالك..

خيم الحزن علي قلبها وتبدلت ملامحها حاولت رسم ابتسامة بصعوبة وقالت: شوية تعب بسيط متقلقش..

هتف ببسمة حاول التغلب علي تردده وقال: الف سلامة عليكي المهم تبقي كويسة...

هتفت بجدية: تعبتك معايا معرفش ولد غيرك في الدفعة اتكلم معاه واطلب منه المساعدة..

هتف بهدوء: مفيش مشكلة احنا زمايل لو احتجتي اي مساعدة انا موجود..

هتفت ببسمة ممتنة: شكرا يا شاهين..

اقتربت الممرضة وقالت: هاجر حاتم..

هتفت بهدوء: ايوا..

هتف باقتراح: ممكن ادخل معاكي عشان اخد باللي منك...

ابتسمت غير مصدقة كلامه وقالت: ممكن..

نظر لابتسامتها فاخفض راسه للاسفل..

طلبت منها الممرضة الجلوس علي السري لحين حضور الطبيب...

حاول بث الطمأنينة وقال: كل حاجه هتبقا كويسة متخافيش..

هزت رأسها ممتنه لكلامه، حضر الطبيب وقال: ازيك يا هاجر..

هتفت بهدوء: الحمد لله يا دكتور..

هتف الطبيب الشاب: مستعده لنقل الدم..

هتفت بحماس: ايوا..

بدا الدم يمشي داخل اوردتها وشاهين ينظر اليها بقلق وخوف حاول اخفاء قلقه لكنها لاحظته ببراعه...

طيلت الجلسة تنظر اليه باعين ممتنه، حاول التغلب علي خجله وقال: ناوية تعملي اي  بعد الكلية...

هتفت ببساطة: معرفش اخلص الاول وبعدين هشوف هعمل اي...

هتف باندهاش: ماشي..

هتفت بتسال: ناوي تعمل ايه بعد ما تخلص جامعه..

هتف بتفكير: ناوي احضر ماجستير عشان اتخصص تحاليل...

هتفت بحماس: حلو قوي المجال ربنا يوفقك..

هتف بمجاملة: ويوفقك، بتيجي المستشفى بقالك كتير..

هتفت بنبرة هادئة: بقالي شهر تقريبا..

هتف باستغراب: عندك اي..

هتفت بالامبالاة: بيجلي نزيف ولازم انقل دم كل فترة شويه حاجات بسيطة...

تعجب من مبالاتها وقال: بتتكلمي وكانك عادي..

هتفت بجدية: عادي يا شاهين...

اتي الطبيب الذي كان يباشر احد الحالات
وهتف بتسأل: ماشي علي الادوية كويس..

هزت رأسها وقالت: ايوا..

هتف الطبيب بهدوء: لسه بيحصلك نزيف..

هتفت بتذكر: حصلي من يومين صحيت لقيت اثار دم علي المخده ولما بيجيلي سعال بلاقي فيه دم..

هتفت الطبيب بجدية: هكتبلك علي دواء اقوي من الي كتبته المرة الي فاتت..

هتفت ببسمة: شكرا يا دكتور..

هتف الطبيب بهدوء: العفو يا هاجر همر علي الحالات وابعتلك الممرضة تشيل الواصلات..

هتفت بتفهم: حاضر..

رحل الطبيب، استشعر شاهين الخوف عليها
هتف بتردد: اهلك يعرفوا بتعبك..

هتفت بنفي: لا محبتش اخوفهم عليا...

هتف بضيق: حالتك باين انها مطمنش التشخيص بتاعك اي...

هتفت بتهرب: شويه انيميا مش اكتر..

قطب حاجبية وقال: معقول كل دا انيميا الموضوع كبير..

هتفت بهدوء: ولا كبير ولا حاجه..

ازالت الممرضة الوصلات، جلست علي الفراش تستعيد توازنها، هتف باقتراح: اسندك..

هتفت بامتنان: شكرا..

فتحت حقيبتها وناولته المال وقالت: ادفع الحساب..

شعر بالضيق من فعلتها وقال:  مش معاكي راجل ولا اي...

حاولت اقناعه باخد المال لكنه رفض بشدة، دفع الحساب وقال: دفعت..

تحركت بجانبه وقالت براحه: مش عارفه اقلك اي تعبتك معايا وكلفت نفسك، ممكن تبقا تيحي معايا لما انقل دم تاني..

هتف بترحاب: مفيش مشكله هنسجل ارقام بعض عشان تبلغيني بالمعاد..

هتفت بتفهم: حاضر اكتب عندك..

تبادلا ارقام الهواتف، هتف شاهين بهدوء: تحبي اوصلك.

هتفت برفض: شكرا تعبتك معايا مع السلامة..

ودعته نظر لاثرها بخليط بين السعادة لوجودها بقربه وحزن علي صحتها....

تمشي لمنزله، يتذكر اول مرة راها في سكشن العملي لاول مرة رغم سنواته الثلاث في الجامعة لم يلاحظها أبداً الا في السنه الاخيرة، لا يعلم لماذا اعجب بها ربما لطيبتها  و ادبها وسمعتها الجيدة بين زملائها
ربما لانها مختلفة عن كل الفتيات التي يعرفهم....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


نظرت للهاتف بتردد وتوتر كبير، ترسل اليه تشكره ام لا، حسمت امرها، فتحت تطبيق الواتساب نظرت للشات وكتبت بتردد: شاهين عامل اي حابه اشكرك على الي  عملته معايا النهارده تعبتك جدا...

ارسلت الرسالة وتمددت علي فراشها تنتظر الرد...

سمع صوت اشعارات هاتفه، مد يديه وسحب الهاتف من علي الكوميدينو، فتح الهاتف تفاجا من ظهور اسمها، استقام وجلس علي الفراش فتح الشات وقراه سريعا لا يصدق ارسلت اليه، شقت ابتسامة علي وجهه ضغط على الازرار يرد عليها وقال: بخير الحمدلله، معملتش حاجه المهم تكوني بخير وصحتك كويسة هستنا اروح معاكي تاني...


ضغط على زر الارسال وظل ينظر للهاتف في انتظار ردها، وصلها رده فتحت الشات سريعا قراته وقالت: ديما بخير، متقلش كدا تعبتك كتير النهارده، لما اقرر اروح هكلمك....

ضغطت زر الارسال وصلته الرسالة فتحها ورد بسرعة: محسساني اني عملت حاجه كبير المهم طمنيني عليكي دلوقتي...

ردت وقالت: الحمد لله احسن كتير شكرا على سؤالك...

ارسل اليها وقال: ديما بخير، العفو احنا زمايل...

حاولت انهاء الحوار بشكل لطيف وقالت: تصبح على خير..

شعر بالضيق من انسحابها وقال: وانتي من اهلي...


نظرت للكلمة بتوتر ودقات قلبها بدات بالنبض السريع، اغلقت المحادثة وجلست علي فراشها تتذكر شاهين واول مرة راته فيها منذ شهرين عندما انتقلت للقاهرة لقضاء سنتها الاخيرة في كلية العلوم، اعجبت به رغما عنها لكنها لم تحادثة ولا مرة ولم تتبادل مع أطراف الحديث الا اليوم، طلبت منه المساعدة لعلمها انه لن يرفض طلبها...

اغمضت عينيها تستعيد النوم لجفنيها المرهقين من تعب اليوم....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


استيقظت من نومها، ذهبت للحمام اغتسلت وادت صلاتها، ارتدت ملابسها بنطال قماشي واسع اسود وبلوزة باللون البنفسج ذات اكمام واسعة وحجاب اسود، حملت كتبها وغادرت السكن الجامعي....

جلست في الكافتيريا طلبت سندوتشات وكوب القهوة وبدات بتناول الفطور بهدوء...

دلف للجامعة يبحث عنها بعينية وجدها تجلس في الكافتيريا راقبها بهدوء وهو يجلس على الارضية المليئة بالعشب يقرا كتاب وعقله منشغل بها....

انهت طعامها وضعت الحساب علي الطاولة وحملت كتبها متوجهه للمدرج تحضر محاضراتها، قابلته علي السلم نظرت اليه بخجل...

هتف ببسمة: صباح الخير يا هاجر..

هتفت بتوتر: صباح الخير عن اذنك...

استاذنت ودلفت قبله، جلست في البنش الاول...

تعمد الجلوس بجانبها، ترك مسافة قليلة بينهم،
تبادلا النظرات ببسمة متوترة، دلف الدكتور وبدا بشرح المحاضرة وهي منهمكة في التدوين خلف الدكتور
وهو لا يكف عن النظر اليها....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


وقف ينتظرها امام باب الجامعة اقتربت منه بتعب ظاهر علي ملامحها، لاحظ تعبها وهتف بقلق: مالك يا هاجر باين انك تعبانه قوي...

شعرت بالدوار، اسندها واجلسها علي حافة الطريق، هتف بخوف: هاجر طمنيني عليكي..

حاولت استعادت ثباتها وقالت باجهاد: لازم اروح المستشفى بسرعة..

تدفقت الدماء من انفها ببطء نظر اليها بخوف وقال: منخيرك بتنزف..

رفع راسها للاعلي لمحاولة تخفيف النزيف، اشار للتاكسي، اوقف التاكسي حملها ووضعها في المقعد الخلفي وجلس بجانبها،اسند راسها علي طرف الكرسي، امر التاكسي بالتحرك سريعا نحو المستشفى...

مسح اثار الدماء الذي اغرقت وجهها، فقدت وعيها واستسلمت للاغماء، شعر بالخوف والقلق الشديد عليها ضربات قلبه تكاد تصم اذنيه من خوفه عليها،تامل وجهها الشاحب والنزيف الذي يتدقف من انفها
صاح في صاحب التاكسي ليقود بسرعة.....


خلال ربع ساعه توقف التاكسي امام المستشفى، حملها سريعا بين يديه وتوجه بها للمستشفي، نادي سريعا علي اي طبيب يسعفها، تحرك طاقم التمريض، وضعها علي التروللي وتحركت لقسم الطوارئ وغابت عن الانظار، وقف ينتظرها امام الباب، يتحرك ايابا وذهابا
الخوف ينهشة عليها.....

خرجت بعد نصف ساعه نائمة علي السرير يجره طاقم التمريض وذراعيها موصل بالمحاليل والدم، تحرك خلفها والقلق ينهشة عليها....

وضعها علي السرير داخل الغرفة، جلس علي الكرسي بجانبها وقال بقلق: مالها يا دكتور..

هتف الطبيب بتوضيح: حصلها نزيف من اثر اللوكيميا الي عندها نقلنها كيس دم مفروض تتعرض علي دكتور اورام عشان تبدا جلسات العلاج الكيماوي...

رمش بعينه عدت مرات يستوعب كلامه وقال بصدمة: عندها سرطان في الدم..

هتف الطبيب بتاكيد: ايوا المريضة ليها ملف عندنا هبعت دكتور الاورام لو موجود يشوفها...

مازال تحت تاثير الصدمة، جلس علي الكرسي قدميه غير قادره علي حمله، تامل وجهها الشاحب والمحاليل الموصلة بيديها، وضع يديه علي فمه يمنع شهقته التي ستنفلت من بين شفتيه...

جلس بجانبها علي طرف الفراش  يتامل نومتها الهادئة، المحاليل التي قاربت علي الانتهاء، لا يصدق الفتاة التي يحبها مصابة بمرض فتاك سينهي حياتها في اي لحظة....

اقتربت الممرضة تراقب مؤشراتها الحيوية، ازالت المحاليل وكيس الدم الفارغ وهتفت بعملية: ربع ساعه وهتفوق حمد الله على سلامتها....

مازالت عينيه مصوبة نحوها، استعادت وعيها
فتحت عينيها ببطء، تاملت المكان حولها وهتفت بصوت مبحبوح: حصل اي...

لاحظت الدموع المتجمعة داخل عينيه هتف بلهفة: عاملة اي دلوقتي..

هتفت بصوت هامس: كويسة..

هتف ببسمة هادئة يخفي اثر الدموع داخل عينيه: ديما بخير ازاي تخبي عليا مرضك يا هاجر...

اغمضت عينيها وهتفت بالم: عرفت الحقيقية..

هتف بتأكيد: ايوا هتفضلي مخبية لحد امتي..

هتفت بحزن: محبتش اتعبك معايا اكتر من كدا...

هتف بضيق ظهر علي وجهه: تتعبيني تعبك تعبي يا هاجر متعرفيش انا زعلان قد اي اول ما عرفت من النهارده انا مسؤول عنك ومش هسيبك أبداً...

ابتسمت بارهاق رغم تعبها وقالت: المهم تبقي قد المسؤولية...

هتفت باصرار: ان شاء الله اكون قدها...


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


نظر اليها باندهاش من تبدل ملامحها وقال: مالك شكلك مضايقة..

نظرت اليه بصمت ولم ترد، تعجب من صمتها وقال: مضايقة عشان خرجتي معايا...

هزت راسها بنفي، هتف بتعجب: مالك يا هاجر انا زعلتك في حاجه...

هتفت بنفي: لا..

ترقرت الدموع داخل عينيها، اخفضت راسها للاسفل تحاول كبح دموعها قدر المستطاع...

هتف بقلق: هاجر مالك اي الي حصل...

زفرت بالم، مسحت دموعها وقالت: اتخنقت فجاة اسفه تعباك معايا..

هتف بعتاب وهو يحاول مواستها: متقوليش كدا احنا زمايل، ممكن تمسحي دموعك مبحبش اشوفك زعلانه...

ابتسمت رغم حزنها وقالت: ماشي ممكن بقا تشوف هناكل اي...

ابتسم عندما شاهد ابتسامتها وقال: الدنيا نورت اول ما ابتسمتي...

اخفضت راسها للاسفل بخجل، طلب الطعام من النادل نظر اليها وقال: هترجعي البيت امتي..

هتفت بهدوء: بكرا...

هتف بحزن ظهر علي ملامحه: يعني مش هشوفك الاسبوع دا خالص...

استشعرت حزنه وقالت: معلش تتعوض بقا...

وضع النادل اطباق الطعام علي الطاولة، شكره بلطف وبدا بتناول طعامهم وهم يتبادلون اطراف الحديث...

توقفت عن تناول الطعام وقالت بحزن: بفكر ابلغ اهلي هخبي عليهم لحد امتي...

تناول لقمة الطعام وقال بعقلانية: معاكي حق لازم تكلميهم هتفضلي مخبية لحد امتي عشان صحتك..

هتفت بتفهم: خايفة من ردة فعلهم..

هتف بتفكير: المهم يعرفوا عشان تبداي العلاج الدكتور نبه اي تاخير في حالتك خطر على حياتك وانتي مهمة بالنسبالي ومش عاوز اخسرك...

القي جملته الاخيرة بدون شعور منه تدارك نفسه وقال بسرعة: اقصد انك مهمة عشان انتي زملتي يعني...

احمر وجهها، فهمت ما يرمي اليه وقالت: فاهمة فاهمه...

انهي طعامه وقال: انا شبعت كملي اكلك كله...

القي جملته الاخيرة بتحذير، ابتسمت واكملت طعامها وسط نظراته المصوبة نحوها.......


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


اصر علي ايصالها للمكان الذي ستركب فيه لمنزلها، هتفت بانزعاج: ارجع كفاية كدا هتعبك معايا...

هتف بضيق: لازم اوصلك واتاكد انك ركبتي عشان اطمن عليكي...

اركبها الميكروباص، اخرج من محفظته مبلغ من المال واعطاه لها وقال ببسمة: خليهم معاكي لو عوزتي حاجه...

حاولت الاعتراض اوقفها بنظراته الحاسمة، التزمت الصمت وعدم الجدال....

ودعها وقال: خلي بالك من نفسك هبقا اكلمك اطمن عليكي..

تحرك الميكروباص ينظر لاثرها بحزن، يتمني لو بقيت معه ايام وايام، تعلق بها طيلت الشهر الذي قضاه معها، يخاف عليها يخشي ان تتركه وترحل لن يتحمل غيابها، يعترف لنفسه بحبها الذي بدا ينمو داخل قلبه....

تمشي على الرصيف يسترجع ذكرياتهم معا، ابتسم بحنان عندما تذكرها....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


مر اسبوع لم تحادثة فيه، يهاتفها ولكن هاتفها مغلق. شعر بالقلق والخوف عليها لماذا لا ترد عليه؟....

ماذا اصابها؟...

فكر في الذهاب لمنزلها لكنه لا يعرف العنوان، يخشي لو اصابها مكروه....

يتحرك في الغرفة بحركات عشوائية متوترة، القلق يتاكل داخله لماذا لم تهاتفها الي الان؟......

نظرت للهاتف بدموع حارقة، تحبه لكنها لا تريده ان يتعلق بها وهي لا تعلم مصيرها؟....

اخبرت العائلة بخبر مرضها، انقلبت الامور راسا علي عقب، انتقلت للمستشفي تجري الفحوصات من طبيب الي اخر ومعمل الي اخر، اخبرت اختها الكبيرة بقصتها مع شاهين لكن اختها نصحتها بان تبتعد عنه لانه وقع في حبها من تصرفاتها وهي لا تعرف مصيرها ولا تريده ان يتالم بسببها.....

فتحت هاتفها المغلق منذ اسبوع، ارسلت اليه رسالة طويلة تخبره عن حقيقة مشاعرها وتخبره بالحقيقة المرة التي لن يستوعبها كليهم....

شعر بالسعادة عندما وجد هاتفها مفتوح تلقى رسالة منها لم يتمهل وفتحها سريعا علي عجالة، اصابه الذهول والصدمة وضع يديه علي فمه يمنع شهقته من الانفلات، هتف بحزن: لا يا هاجر لا عشان خاطري انا بحبك....

جلس علي طرف الفراش حتي لا يقع علي الارض من اثر الصدمة، حاول الاتصال عليها، الهاتف مغلق....

قرا الرسالة مجددا وقلبه يعتصر الما علي رحليها:

شاهين هضطر ابعد عنك مينفعش تدخل في حياتي خصوصا الفترة دي وانا مش عارفه مصيري هعيش ولا اموت، حابه اشكرك على كل حاجه عملتها عشاني ممتنه ليك جدا، حابه اعتذر لو سببتلك اي الم بدون قصد، الدكتور طلب مني العملية ومش عارفه اذا كنت هعيش بعدها ولا لا، حابه اقلك اني بحبك يا شاهين بحبك من زمان قوي وعارفة انك بتحبني من زمان ومخبي هتقلي عرفتي ازاي هقلك الحب باين في عينيك وفي اهتمامك بيا، هتوحشني قوي يا شاهين سلام....

مسح دموعه باناملة وقال بالم: انا كمان بحبك بحبك قوي....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


يمكنك رؤيته بملامحه الباهته والهالات السوداء التي تغطي عينيه، جسده الهزيل الذي فقد كمية كبيرة من الوزن طيلت الثلاث اشهر الماضية...

انعزل عن الجميع، حبس نفسه داخل غرفتة، ينظر للهاتف علي امل تلقي اي رسالة منها، لم يتلقي الا رسالة واحدة تخبره انها ستجري العملية وبعدها لم يعرف عنها شئ....

لا يعلم اهي علي قيد الحياة ام لا، اقتربت الامتحانات وحالته النفسية السيئة لا تساعده علي فتح كتاب...

تحامل علي نفسه واستقام يجلس علي المكتب يحاول مراجعة دروسه استعداد لامتحان الغد، زفر بياس وهو يفتح الكتاب علي امل في التركيز لكن ذكراها لا تنمحي يتذكر ابتسامتها الجميلة، عيونها الخضراء تمتلك ملامح بسيطة يحبها بل يعشقها، يتمني رؤيتها سيخبرها بحبه الذي يخفيه طيلت تلك المدة، لن يتخلي عنها

لكنها اختفت فجاة مثلما ظهرت فجاة في طريقة....

اغلق الكتاب بعد محاولات من التركيز، خرج للبلكون يستنشق بعض الهواء، داعبته نسمات الهواء الباردة، اصابت البرودة اطرافة اثر ملابسة الخفيفة التي يرتديها في فصل الشتاء

ادمعت عينيه بحزن وقال: فينك يا هاجر وحشتيني...

سقطت الدموع مغرقة وجنتيه، صوت الرعد والامطار التي تهطل اكملت المشهد الحزين، الدموع، صوت الرعد المطر، اضاف مشهد  يبكي كل من يراه....

"فضل الشتاء متاح البكاء أسفل المطر، فلن يفرق أحد إذا كنت تبتسم أم تبكي..."


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


توجه لقاعة الامتحانات، نظر للمكان حوله بلامبالاة، جلس علي الكرسي ينتظر وقت توزيع  الاوراق..
يعبث بالقلم ، بدا المراقب بتوزيع الاوراق، تناول الورقة وبدا بخط اسمه وقراءة الأسئلة بتركيز شديدة...

عم الصمت داخل القاعة، الجميع ينظر لورقتة بتركيز شديد، قطع حالة الصمت صوتها وهي تطلب من المراقب الدلوف للقاعة، سمح لها بعد الحاح شديد بسبب تاخرها، حملت الورقة وتحركت بسرعة للكرسي...

رفع راسه وجدها تتحرك امامه، نظر اليها بتفاجا وسعادة، ابتسم بعدم تصديق، هم بالقيام اوقفة المراقب، اعاد راسة للوراء ينظر اليها وقال: هاجر...

رفعت بصرها نحوه وابتسمت، انتبه المراقب لهم
القي نظرات تحذيرية انتبه كل منهم لورقته منغمسين في الورق...

انهي السؤال الاخير ، القي نظرة خاطفة علي الورقة، استقام وهتف بهدوء: خلصت...

سلم الورقة للمراقب القي نظرة عليها يحثها علي الاسراع، غادر القاعة وتوجه لمكانهم المعتاد ينتظرها هناك......

اسند ظهره للحائط يتخيلها امامه،  اشتاق اليها حد الموت....

اقتربت منه ببطء وقالت: شاهين...

نظر اليها غير مصدق وجودها امامه، تامل كل انش فيها وقال بشوق: وحشتيني..

اخفضت رأسها للاسفل بخجل، اكمل بصوت هامس بعتاب: خوفتيني عليكي قوي تسيبني كل الفترة دي من غير ما طمنيني عليكي يا هاجر...

نظرت اليه ولم تنطق باي كلمة هتف ببسمة سعيده: مبسوط قوي اني شفتك فرحان قوي يا حبيبتي...

هتفت بهدوء: انا مبسوطة اكتر منك...

هتف بمرح: مش اكتر مني يا حبيبتي، اسمحي اقلك يا حبيبتي عشان انتي حبيبتي وروحي وعمري كله...

اخفضت راسها للاسفل تداري خجلها، اقترب منها ببطء وقال: هاجر انا بحبك بحبك قوي كنت هموت من الخوف عليكي متبعديش تاني لو بعدتي هيجرالي حاجه....

هزت راسها بتاكيد وقالت: اوعدك اني مش هبعد عنك تاني.....

تبادلا النظرات بصمت، اعينيهم تعبر عن كل ما يشعرون به.....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐


جلس في المطعم ينتظر حضورها، تامل ساعته بترقب وحماس، نظر للعلبة المخملية التي يحملها بين يديه فتحها وتامل الخاتم الذهبي بسعادة وشوق، قرر طلب يدها للزواج بعدما اخبر عائلتة بالخطوة المقدم عليها، دلفت للمطعم، اشار اليه من بعيد...

توجهت نحوه وقالت: معلش اتاخرت عليك.

سحبت الكرسي وجلست عليه وقالت: عامل اي...

ابتسم بتلقاءية وقال: بخير اول ما شفتك طمنيني عليكي..

هتفت بغمزة: فل الفل سحبت ورقك من الكلية...

هتف بهدوء: ايوا وانتي..

هتفت بارهاق: سحبته النهارده وهلم حاجتي وامشي بكرا...

هتف بحزن: يعني مش هشوفك تاني..

ابتسمت بخفه وقالت: هنتواصل مع بعض...

هتف ببسمة هادئة: فتحت اهلي بموضع جوازنا وهما مرحبين بالفكرة قوي اي رايك...

توردت ملامحها واخفضت رأسها للاسفل بخجل ولم تتكلم...

ابتسم وقال: افهم سكوتك موافقة ولا اي...

رفعت راسها ونظرت اليه وقالت: مش لسه بدري علي الخطوة دي خصوصا اننا لسه متخرجين وانت لسه مش جاهز...

هتف بعقلانية: اي الي يمنع اننا نتخطب دلوقتي وانا بدور علي شغل وهبدا اسس لنفسي واهلي هيسعدوني..

هتفت بتفهم: ماشي هفاتح بابا في الموضوع وابلغك الرد...

هتف بهدوء: ماشي المهم تكوني مبسوطه بالخطوة دي...

ابتسمت رغما عنها واخفضت رأسها للاسفل والتزمت الصمت...

هتف بمزاح: كدا اتاكدت انك مبسوطه، تعالي نشوف هنشرب اي....


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐



زفر بغضب من عدم ردها علي الهاتف تلك المرة التي لا يعلم عددها يهاتفها ولا ترد ...

نظرت للهاتف بحزن تريد الاجابة ولكن والدها منعها من التواصل معه، عندما علم بعلاقتهم، رغم تقدمه للخطبة منها ولكن ابيها ابي ورفض بشدة...

مسحت دموعها باناملها، تحمل الهاتف بتردد شديد وعقلها في صراع ما بين الرد و الانسحاب، حسمت امرها واجابت علي ذر الاتصال، اتاها صوته المتلهف الغاضب وقال: هاجر مبترديش ليه انتي بجد هتسبيني...

سقطت الدموع من عينيها بصمت وتحشرج صوتها ولم تستطيع النطق باي كلمة...

هتف بخوف من الفراق: هاجر انا بحبك متسبنيش عشان خاطري مصدقت لاقيتك في حياتك...

ازداد صوت نحيبها ولم تستطيع الرد عليه،
هتف بالم: متعيطيش مبحبش اشوف دموعك...

شهقت بقوة واختفي صوت بكائها، نظر للهاتف وجدها انهت المكالمة، جلس علي الرصيف يغالب دموعه التي ترقرت داخل عينيه وقال: هاجر....

ينظر اليه المارة بارتياب من جلسته علي الطريق وحاله الهستريا التي اصابته، بكاء متواصل ودموع تغرق وجهه.....

تحامل علي نفسه وبدا بالسير مترنح كالسكير يجوب الطريق بدون وجهه......

حل الليل وهو مازال يسير في الطرقات كالمتشرد....

" الفراق يشبه النار، تكوي صاحبها من الداخل فتجعله يموت حرقا.. "


🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐



لمح طيفها من بعيد ركض المجنون يلاحقها، تمسك بطرف يدها يوقفها، وقف امامها يتامل ملامحها التي اشتاق لها بجنون، هتف بهمس مشتاق: وحشتيني...

ارتسمت ابتسامة هادئة علي وجهها وظلت صامته تنظر اليها بهدوء هتف باشتياق: تغيبي عني طوال المدة دي مش وحشتك...

نظرت لعينيه وهتفت بهمس: انت كمان وحشتني...

ظل ينظران لبعضهم مدة لم يعرفوا عددها، سمع همسات الناس حولها التفت اليهم اندهش من نظراتهم المحدقة نحوهم، اعاد النظر اليها لم يجدها اختفت كانها لم تظهر امامه الان، اعاد النظر للناس المتجمعين والعودة للنظر للاتجاه التي تقف فيه، ليست موجودة من الاساس يتوهم وجودها، شعر بالخيبة والياس، القي نظرة عابسة علي التجمهر المتجمع حوله وتمشي يلملم خذلانه وياسه من عودتها......


قرر بعد تفكير طويل ان يذهب لوالدها مجددا، يطلب يدها، يريدها حوله ومعه رغم كل شئ يحبها بل يهيم بها عشقا، اصبح كالمجنون يراها امامه، حوله، في كل مكان.........


استجمع شجعاته وتوجه نحو منزلها اصطحب سيارة والده واستاذنه في الذهاب ليطلب يدها، لم يعارض فهو اعلم بحال ابنه وما اصابه منذ ان وقع في حب تلك الفتاة....

يشعر بالسعادة حينما يتذكر انه سيراها اليوم، سيطيل النظر اليها فقد اشتاق لملامحها وابتسامتها.....

مر ساعه ونصف ولا يتبقي الا القليل ويكون اسفل منزلها، هندم ملابسة واستجمع شجاعته، صف السيارة اسفل منزلها، اخذ  عدت انفاس واخرجها ببطء، تسلق السلم وصعد للدور الثالث التي تقطن داخله...

طرق الباب وانتظر حتي فتح الباب طفل صغير لم يتجاوز الخامسة...

هتف الطفل بطفولية: مين..

هتف شاهين ببسمة: عمو حاتم هنا..

هتف الطفل بتاكيد: ايوا استني اندهولك...

تحرك الطفل للداخل سمع صوت الطفل ينادي علي جده، اقترب حاتم الرجل الخمسيني،

نظر للشاب وقال: عاوز مين يا ابني..

هتف شاهين بنبرة واثقة: انا شاهين يا عمي جاي اطلب ايد هاجر...

نظر الرجل للشاب بتفاجا وقال: هاجر بنتي..

هتف شاهين بتاكيد: ايوا يا عمي..

تذكر الرجل ابنته وقال بحزن: بنتي ماتت من سنه يا ابني وهي بتعمل عملية زرع نخاع شوكي الله يرحمها...

رمش عدت مرات وقال بعدم تصديق: هاجر ماتت انت بتهزر، هاجر عملت العملية وبقت كويسة ازاي حضرتك تقول كدا علي بنتك ولا مش عاوز تجوزهالي...

شعر الرجل بصدمته وقال: لا حول ولا قوة الا بالله، بنتي الله يرحمها من زمان....

ترقرت الدموع داخل عيني شاهين وقال: بتكدبوا عليا ليه هاجر مماتتش انا بشفها وبسمعها وبتكلم معاها ليه محدش راضي يصدقني انا مش مجنون.....

نظر الطبيب لحاله شاهين وقال باسف: شاهين لازم تصدق ان هاجر ماتت من زمان وان الي بتشوفه تخيلات في دماغك، لازم تقرر تفوق من الوهم الي انت عايش فيه عشان تكمل حياتك...

رفض شاهين كلام الطبيب وقال:متقلش كدا انت كداب زيهم كلهم كدابين وانت اولهم محدش بيصدقني ليه كلكم كدابين....

استقام الطبيب ونادي علي الممرضة التي حضرت سريعا وقال بسرعة: جهزة حقنه مهدا المريض بدا ينهار...

جهزت الحقنة، امسكه الطبيب وحقنته بها، ارتخي جسده وتوقف عن الهزيان...

وضعه الطبيب علي الفراش وغادر برفقة الممرضة، تاركين شاهين مع اوهامه التي يخترعها عقله ليستطيع ان يكمل في تلك الحياة...

تامل طيفها تقترب منه بفستانها الابيض الواسع الذي يلامس الارض، وجهها لا تفارقه الابتسامة التي طالما اصابته بالسعادة، اقتربت منه وهو واقف مندهش من وجودها، وقفت امامه مبتسمة، عيونها الخضراء الواسعة التي لا يمل من النظر اليها....

هتف ببسمة: هاجر رجعتيلي تاني محدش مصدق انك موجودة...

رفعت عينيها تقابل وجهه العابس الحزين وقالت بصوت دافئ اشعره بالامان: انا موجودة ديما جواك، اول ما تحب تشوفني حط ايدك علي قلبك هتلاقيني قدامك، انت الوحيد الا تقدر تشوفني..

هتف بخيبه: الناس مفكراني مجنون وبيقولوا انك موتي...

وضعت اصبعها علي شفتيه تمنعه من استرسال حديثة وقالت: انا مش حقيقة انا مجرد وهم في دماغك، لازم امشي دلوقتي ارجع لعلقك يا شاهين عشان تقدر تكمل حياتك....

ولاته ظهرها وتحركت ببطء، تعقب اثرها بحزن، ظل واقف مكانة حتي اختفت عن ناظرية تماما كانها لم تكن هنا، وقع مستندا علي ركبتيه يحاول الثبات حتي لا ينهار من كم الافكار المشوشة والذكريات التي تنبعث من داخل عقله؟؟...

" من المخجل ان يعيش الانسان داخل خيالاته، لا يدرك الواقع ويرفضة، يعيش كالسكير الذي يتجرع الخمر بكميات طائلة من اجل ان يهرب من الواقع المخزي.. "



🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐🪐



مع تحيات/اوركيـــ🇵🇸ـــــدا.


"النهاية 🔚" "13/10/2024"
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.